
أراي نيوز/الانبار
تعيش الساحة السياسية في محافظة الأنبار على وقع تطورات متسارعة أربكت المشهد الانتخابي، بعدما تلقى تحالف “العزم” واحدة من أقوى الضربات السياسية منذ تأسيسه، إثر انسحاب عدد من مرشحيه وشخصياته البارزة والتحاقهم بمشروع حزب “تقدم” بقيادة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي. وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، ما قد يُحدث تغييراً جوهرياً في موازين القوى داخل المحافظة الغربية الأهم سياسياً في معادلة المكون السني.
شهد تحالف “العزم” سلسلة انسحابات غير مسبوقة في محافظة الأنبار، حيث أعلن عدد من المرشحين انسحابهم رسمياً من خوض الانتخابات ضمن قوائم التحالف، مفضلين الانضمام إلى حزب “تقدم” بقيادة محمد الحلبوسي.
وكان أبرز المنسحبين، كرامي الحديثي، الذي أكد في بيان رسمي انسحابه من تحالف العزم بعد “تقييم شامل ودقيق”، معلناً التحاقه بـ”تقدم” لما وصفه بـ”النهج الوطني والرؤية الواضحة” التي يتمتع بها الحزب، إضافة إلى استجابته لرغبة جماهيره.
كما أعلنت المرشحة آمال الدله علي انسحابها من تحالف العزم، وانضمامها إلى قوائم “تقدم” في الأنبار، مؤكدةً أن قرارها جاء بعد مشاورات موسعة مع قاعدتها الجماهيرية.
وفي ذات السياق، اتخذ المرشح أنور جياد العسافي موقفاً مماثلاً، معلناً مغادرته تحالف العزم وعدم رغبته بخوض الانتخابات تحت رايته، دون الكشف عن وجهته المقبلة بشكل رسمي.
كما قرر الفريق سلام الشجيري وضع حد لمحاولات تحالف العزم بإقناعه للترشح ضمن صفوفه، معلناً ترشحه رسمياً ضمن قوائم “تقدم”.
وأثارت خطوة الشاب ديار الخطيب جدلاً واسعاً، بعد أن أعاد مبلغ الدعم الانتخابي الذي تلقاه من “العزم”، معلناً مضيه في مشروع حزب “تقدم” رغم محاولات الضغط والتقارب التي مارسها بعض قيادات العزم معه.
وصف مراقبون هذه التحولات بأنها “اللحظة الأخطر” في تاريخ تحالف العزم السياسي، خصوصاً في معقله الأهم بالأنبار، مشيرين إلى أن الانشقاقات المستمرة تعكس أزمة داخلية في القيادة وضعفاً في الرؤية السياسية، مقابل صعود لافت لحزب “تقدم” في إعادة التموضع وفرض النفوذ.
ويرى محللون أن هذه الانسحابات قد تغير معادلة الانتخابات المقبلة، خصوصاً في ظل تزايد المؤشرات على اتساع الفجوة بين القيادة الحالية للعزم وقاعدتها الشعبية.