نبيل جاسم: نصف إعلام العراق بيد اتحاد القنوات الإسلامية.. والاحترافية غائبة

أراي نيوز/متابعة
أربيل-في أول ظهور له منذ سنوات، الإعلامي نبيل جاسم يوجه نقداً لاذعاً لواقع الصحافة في العراق، ويتهم السلطة بتدجين الإعلام واستغلاله كأداة دعائية، معتبراً أن الصحافة العراقية ما تزال حبيسة عقل شمولي يرفض التغيير وفي مداخلة حادة خلال جلسة حوارية على هامش معرض أربيل الدولي للكتاب، شن الإعلامي ورئيس شبكة الإعلام العراقي السابق، نبيل جاسم، هجوماً لاذعاً على واقع الصحافة العراقية، واصفاً إياه بـ”المشلول”، نتيجة ارتباطه العضوي بالسلطة السياسية وضعف التشريعات والاحتراف.
وقال جاسم إن “نصف القنوات العراقية ممولة من اتحاد الإذاعات الإسلامية”، لكنها تفتقر للمهنية، وعندما يرغب الاتحاد في تسليط الضوء على قضية معينة، يلجأ إلى وسائل الإعلام الكبرى التي لا تتبع له، لأنه يدرك أن قنواته أشبه بأجهزة دعاية لا تؤخذ على محمل الجدية.
وأضاف أن الإعلام العراقي، منذ 2003، فشل في التحول إلى مؤسسة فاعلة في ترسيخ الديمقراطية وحرية التعبير، مشيراً إلى أن السلطة أعادت إنتاج ذات النهج الشمولي للنظام السابق، وأن القوانين الحاكمة للصحافة ما تزال مستندة إلى قانون العقوبات لعام 1969.
وانتقد جاسم غياب التشريعات التي تحفظ كرامة الصحفي العراقي، قائلاً إن “إرادة السلطة منعت تمرير قوانين جديدة”، وإن معظم السياسيين يسعون لفرض وصايتهم على الإعلام، في محاولة لتحويل كل زعيم حزب إلى “دكتاتور صغير”، على حد تعبيره.
وفي حديثه عن العلاقة بين الإعلام والمال السياسي، أوضح أن “الخلط بين الإعلام والمجال السياسي أضر بمصداقية الخطاب الإعلامي”، مؤكداً أن الصحافة فقدت دورها الرقابي وتحولت في بعض الأحيان إلى منبر للتحريض وانتهاك حقوق الإنسان.
كما أعرب جاسم عن استيائه من تناول الإعلام لحادثة مقتل المهندس بشير، الذي تعرض للعنف من قبل قوات الأمن، منتقداً تركيز بعض القنوات على الخلفية الطائفية للقضية بدلاً من تسليط الضوء على الوحشية في تعامل الأجهزة الأمنية.
وختم جاسم حديثه بالإشارة إلى “أمراض مستشرية” في الجسم الصحفي العراقي، من بينها غياب القدرة على النقد الذاتي، وانشغال الصحفيين بدور الناقد أكثر من كونهم ناقلين، قائلاً: “الصحافة يفترض أن تكون امتداداً لحاسة السمع والبصر، لكننا نسينا هذا الدور.”