خبير أمني: قرار حظر “المدخلية” يخدم إيران وقطر والإخوان المسلمين ويضعف الجبهة السنية ضد التطرف

أراي نيوز/خاص
بغداد-أكد الخبير الأمني والاستراتيجي سيف رعد طالب أن قرار مستشارية الأمن القومي وحكومة السوداني بحظر التيار السلفي المدخلي يصب في مصلحة قوى إقليمية ودولية، أبرزها إيران وقطر وتنظيم الإخوان المسلمين، محذراً من أن القرار متسرع وخاطئ من الناحية الاستراتيجية الأمنية والمخابراتية، وسيؤدي إلى نتائج عكسية على صعيد الأمن القومي العراقي، لا سيما في المحافظات ذات الأغلبية السنية.
وفي تصريح خاص لـ”أراي نيوز”، أوضح طالب أن القرار “سينعكس سلباً على مصلحة الأمن القومي العراقي وعلى شباب المكون السني، فكل ممنوع مرغوب، ومن المرجح أن تستفيد منه جهات داخلية وخارجية تسعى لإضعاف التيارات المعتدلة داخل المجتمع السني”.
وأشار إلى أن “المدخلية” لم تمارس العنف في العراق مطلقاً، بل لعبت دوراً إيجابياً في مواجهة التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة، مضيفاً:“المدخلية كانت من التيارات التي دعت أبناء المجتمع السني إلى الانخراط في صفوف الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة، في وقت كان فيه آخرون يحملون السلاح ضد الدولة، وهؤلاء أصبحوا اليوم في مناصب رسمية”.
وبيّن أن التيار المدخلي،السلفي ، يمثل توجهاً دينياً سلفياً يرفض الخروج على الحاكم ويُعلي من شأن الطاعة، معتبراً أن هذا المنهج كان يمكن استثماره لتعزيز الاستقرار ومواجهة السلفية الجهادية المتطرفة.
وقال طالب:“كان من الأجدر بالحكومة أن تستوعب هذا التيار كقوة دينية معتدلة تواجه الفكر المتطرف، لا أن تحظره وتدفع بشبابه إلى التهميش، ما قد يخلق فراغاً تستغله جماعات متشددة أخرى”.
كما لمّح إلى وجود ضغوط داخلية وخارجية وراء القرار، مؤكداً أن التيار المدخلي كان له دور في دعم قوى سياسية خلال انتخابات 2021، ما تسبب بإرباك لمصالح قوى وأحزاب إسلامية سنية وشيعية نافذة.
وختم طالب تحذيره بالقول:“القرار يفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية، وقد يكون بمثابة خدمة مجانية لمشاريع إقليمية تسعى إلى إضعاف الصوت السني المعتدل في العراق، وعلى الحكومة إعادة النظر فيه بشكل عاجل”.