سياسي

علي أغوان يجيب عن سؤال: ماذا سيحدث للعراق؟ أربعة سيناريوهات محتملة

 

أراي نيوز/ متابعة

بغداد – أكد الباحث السياسي د. علي أغوان أن مستقبل النظام السياسي في العراق يبقى مفتوحًا على عدة احتمالات، لكنه محكوم بمجموعة من التناقضات البنيوية التي لم يتم حلها منذ عام 2003 حتى اليوم.

وأوضح أغوان في حديثه أن هناك أربعة سيناريوهات محتملة للمرحلة القادمة:

حيث كتب على حسابه الشخصي : يسأل العديد من الاخوة عما قد يحدث في العراق في المرحلة القادمة والعلم عند الله ، اجلت الاجابة اكثر من مرة لكن لم اعد قادر على تجاهل هذه الاسئلة !!

اليكم الاتي :

اربعة سيناريوهات محتملة تنتظر النظام السياسي في العراق خلال المرحلة القادمة، وكل واحد منها يعكس طبيعة التناقضات البنيوية التي يقوم عليها هذا النظام منذ 2003 وحتى اليوم :

1- السيناريو الاول : استمرار الوضع الانتقالي الرمادي حيث يمكن ان يبقى النظام في حالة “تعليق” بين الاستقرار والانهيار. هذه المرحلة قد تمتد من يوم واحد الى عقد كامل، فهي رهينة قدرة الطبقة السياسية على ضخ المزيد من المسكنات لتأجيل لحظة السقوط.

استطاعت القوى السياسية فعل ذلك منذ عام 2003 حتى الان عبر شرعية انتخابية محدودة، دون بناء مؤسسات حقيقية. كانت ادواتها: التعبئة الدينية والمذهبية حيناً، وسياسات شراء الولاءات عبر التوظيف العشوائي والرعاية الاجتماعية حيناً آخر، اضافة الى اشراك شرائح اجتماعية مختارة في الغنائم المادية والمناصب، لتكوين شبكة زبائنية تضمن اعادة انتاج السلطة عبر صناديق الاقتراع.

2- السيناريو الثاني: التحول نحو السلطوية المشددة حيث يمكن ان يتجه النظام الى تشديد قبضته وتحويل المساره نحو دكتاتورية مقنعة اكثر اذا ما صادفته لحظة تغيير داخلية شعبية غير مسيطر عليها مثل تشرين !

وهذا يعني تقييد الحريات ومصادرة ادوار القوى المعارضة ،او السماح لمعارضة شكلية تعمل ضمن فضاء الاحزاب الكبيرة المسلحة .

مع تبرير ترسيخ السلوطية والدكتاتورية بمسوغات وحجج الاستهداف الخارجي او حماية الامن القومي ومنع الفوضى. قد ينجح هذا السيناريو مرحلياً في ضبط الشارع وكبح المنافسين، لكنه بطبيعته هش وغير قابل للاستمرار طويلاً، لأنه لا يعالج اصل الازمة بل يضاعفها.

3- السيناريو الثالث : انهيار النظام من الداخل عبر اكل نفسه كما تنهار النجوم على نفسها حينما تنفذ طاقتها ، بالتالي يتكون ثقب اسود يبتلعها ويبتلع كل شيء قريب منها ،هذا قد يحدث لهذا النظام السياسي ، حيث قد ينهار على نفسه ويشكل ثقب اسود يبتلع معه كل القوى السياسية التي لا تلاحظ حجم التهديد المحتمل .

هذا قد يحدث اذا عجز النظام الحالي عن تأمين الوظيفة الاقتصادية الاولى للدولة : دفع الرواتب ،حيث اي ازمة اقتصادية عالمية او عقوبات دولية قد تدفع العراق سريعاً نحو هذا المسار.

وعندما يستنزف النظام موارده ولم يعد يجد ما يوزعه على شبكاته الزبائنية، سيأكل نفسه من الداخل وينهار مع وجود طبقات سميكة جدا من الفساد تسرع هذه العملية ، عندها يصبح الانهيار نتيجة طبيعية لكل هذه التناقضات .

4- السيناريو الرابع: اصلاح النظام لنفسه ، وهو المسار الافضل نظرياً والاضعف عملياً واقعياً. الاصلاح يعني الانتقال من منطق المحاصصة والزبائنية الى منطق المؤسسات والديمقراطية التنافسية،الاصلاح يعني مكافحة الفساد والسلاح والعشوائية ، لكن المؤشرات الحالية لا تقدم دلائل حقيقية على قدرة القوى الحاكمة على اتخاذ هذا الطريق، فهي مستفيدة من الفوضى الحالية اكثر مما يمكن ان تستفيد من الاصلاح.

5- الخلاصة ايها الاحبة : يجب ان اعترف لكم اننا امام مشهد مفتوح، لكن محدد بسقوف زمنية محددة ، الاصلاح الذاتي يبدو بعيداً ما يجعل العراق محكوماً – حتى اشعار اخر – بالتنقل بين الرمادية والسلطوية المؤقتة او الانهيار الداخلي !! والفرق بين هذه السيناريوهات لن تحدده الارادة السياسية الداخلية وحدها بل التوازنات الاقتصادية والاقليمية والدولية التي تحيط بالعراق وتضغط عليه !!

والله اعلم
#علي_اغوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى