العيداني في مرمى الانتقادات ..موجة غضب بعد تسليم معارض كويتي إلى سلطات بلاده

أراي نيوز/رسل العاصي
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة إثر قيام محافظ البصرة أسعد العيداني بتسليم المعارض الكويتي سلمان الخالدي إلى السلطات الكويتية.
ردود فعل الصحفيين والمدونين
عبّر الصحفيون والمدونون عن استيائهم من هذه الخطوة، معتبرين أنها مخالفة للقانون الدولي والدستور العراقي، الذي يمنع تسليم اللاجئ السياسي.
وقال الصحفي أسعد زلزلي عبر صفحته في “فيسبوك”، نقلاً عن المادة (21) من الدستور العراقي:
“ثانياً: ينظم حق اللجوء السياسي إلى العراق بقانون، ولا يجوز تسليم اللاجئ السياسي إلى جهة أجنبية أو إعادته قسراً إلى البلد الذي فرّ منه.”
في حين اعتبر المدونون أن هذه الخطوة تمثل خرقًا لقيم الشهامة العربية في إيواء الضيف أو الدخيل.
بيان حكومي
أعلنت السلطات العراقية، يوم الأربعاء (1 كانون الثاني 2025)، تسليم المعارض الكويتي سلمان الخالدي إلى السلطات الكويتية بناءً على اتهامات بالتطاول على “رموز سياسية”.
وقدمت وزارة الداخلية الكويتية شكرها إلى محافظ البصرة أسعد العيداني ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري على تعاونهما في تنفيذ مذكرة اعتقال دولية.
رد محافظ البصرة
رداً على الانتقادات، أوضح محافظ البصرة أسعد العيداني، اليوم الخميس، أنه كان ممثلاً عن الحكومة العراقية لتعذر حضور وزير الداخلية عبد الأمير الشمري.
وقال العيداني في تسجيل صوتي:
“الشخص المعني تم إلقاء القبض عليه حسب مذكرة اعتقال دولية في مطار بغداد، وتم نقله إلى مطار البصرة من قبل الشرطة الدولية (الإنتربول)، حيث سلمته من الإنتربول العراقي إلى الإنتربول الكويتي وفق الاتفاقات بينهم.”
وأضاف:
“مثلت الحكومة العراقية، إذ حضر على الحدود وزير الداخلية الكويتي، بينما لم يتمكن وزير الداخلية العراقي من الحضور بسبب التزاماته.”
تفاصيل الواقعة
ألقت السلطات العراقية القبض على سلمان الخالدي، المطلوب بتهم جنائية واعتداءات لفظية، وأعادته إلى الكويت عبر منفذ العبدلي الحدودي.
يُذكر أن الخالدي قد أثار غضب السلطات الكويتية بفيديو سابق انتقد فيه العائلة المالكة.
وقد أشادت وزارة الداخلية الكويتية بالتعاون السريع من الجانب العراقي، مؤكدةً أن هذا يعكس العلاقة الأخوية بين البلدين.
الداخلية العراقية “الموضوع لا يخضع للعواطف”
علق المتحدث باسم الداخلية، مقداد ميري، اليوم الخميس، على تسليم العراق لمعارض كويتي إلى الكويت، وقال إن العراق عضو بالإنتربول الدولي وملتزم بتنفيذ مذكرات القبض الدولية، مبيناً أن موضوع تسليم المطلوبين لا يخضع للعواطف والآراء الشخصية.
وكتب ميري تعليقاً ونشره في إحدى مجموعات الواتساب، و قال فيه إن العراق عضو بالإنتربول الدولي وملتزم بتنفيذ مذكرات القبض الدولية مثل ما باقي الدول ملتزمة بتسليم المطلوبين للعراق والموضوع لا يخضع للعواطف والآراء الشخصية.
من هو الخالدي وماتريخه
وعرف الخالدي على منصة “إكس”، بنشاطه السياسي وانتقاداته الحادة للعائلة الحاكمة في الكويت وكذلك تسليطه الضوء على قضايا الفساد في البلاد، فضلاً عن قضايا أخرى مثل “البدون” وطريقة الحكم.
وسحب من الخالدي جنسيته الكويتية، في نيسان/أبريل 2024، بعد صدور مرسوم أميري يقضي بذلك وفقاً للمادة 13 من قانون الجنسية الكويتية لعام 1959.
وبحسب “مركز الخليج لحقوق الإنسان”، فقد أدانت محكمة الجنايات في الكويت في 15 أيار/مايو 2023، الخالدي بالسجن 5 سنوات مع الأشغال الشاقة.
والتهم التي تعرّض لها الخالدي تضمنت تعمد “نشر إشاعات كاذبة ومغرضة في الخارج حول الأوضاع الداخلية للبلاد، ونشر ما من شأنه الإضرار بعلاقات الكويت مع الدول الأخرى عبر حسابه على منصة إكس”.
ووفقاً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، فقد سبق أن حكم على الخالدي بالسجن خمس سنوات، لكن السلطات عفت عنه.