محمد بن سلمان في القمة الخليجية الأمريكية: ندعم سوريا.. ونؤكد على إنهاء أزمات غزة واليمن والسودان دون ذكر العراق

أراي نيوز/الرياض
في كلمة وُصفت بالشاملة خلال القمة الخليجية الأمريكية التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، عبّر ولي العهد السعودي ورئيس الحكومة، الأمير محمد بن سلمان، عن رؤية المملكة تجاه أبرز قضايا المنطقة، مؤكدًا على دعم بلاده الكامل لاستقرار سوريا، وتبني مواقف واضحة تجاه النزاعات المستمرة في غزة واليمن والسودان، في حين لوحظ غياب أي إشارة إلى العراق، وهو ما أثار تساؤلات في الأوساط السياسية.
وقال بن سلمان في كلمته التي تابعتها “أراي نيوز”:
“يأتي اجتماعنا اليوم بالرئيس دونالد ترامب امتداداً للعلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأمريكية، التي نمت وتطورت خلال العقود الماضية لتصبح نموذجًا للتعاون المشترك.”
وأضاف:
“تعكس هذه القمة حرصنا على العمل الجماعي لتعزيز علاقتنا وتوسيع شراكتنا الاستراتيجية وتطويرها لتلبي تطلعات دولنا وشعوبنا. إن المستقبل الذي نتطلع إليه من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب وجود بيئة مستقرة وآمنة، ونحن ندرك حجم التحديات التي تواجهها المنطقة.”
دعم واضح لسوريا.. وصمتٌ عن العراق
في سياق حديثه عن النزاعات الإقليمية، شدّد بن سلمان على ضرورة وقف التصعيد في المنطقة، لا سيما في غزة، معربًا عن التزام المملكة بدعم حل شامل للقضية الفلسطينية عبر مبادرة السلام العربية. كما دعا إلى تعزيز الحوار بين الأطراف اليمنية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، مؤكدًا استمرار جهود المملكة في الأزمة السودانية من خلال منبر جدة.
أما عن الملف السوري، فقد أبدى ولي العهد دعمًا صريحًا لوحدة أراضي سوريا واحترام سيادتها، مشيدًا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا، معتبرًا أن هذه الخطوة “ستسهم في إزالة معاناة الشعب السوري وفتح صفحة جديدة نحو النمو والازدهار.”
لكن في مقابل هذا الوضوح تجاه عدة ملفات، خلا حديث ولي العهد من أي إشارة إلى الوضع في العراق، رغم حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد، وهو ما رآه محللون تجاهلًا ملحوظًا قد يعكس تغيّر الأولويات السياسية في المشهد الإقليمي.
شراكة اقتصادية ممتدة
واختتم بن سلمان كلمته بالتأكيد على متانة العلاقات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، موضحًا أن حجم التبادل التجاري بلغ في عام 2024 نحو 120 مليار دولار، مع تطلع مشترك لمزيد من التعاون في مجالات الاقتصاد، الاستثمار، والتكنولوجيا.
قمة التحولات: رفع العقوبات عن سوريا
تجدر الإشارة إلى أن هذه القمة، التي أُطلق عليها “القمة الخليجية الأمريكية”، شهدت قرارًا بارزًا تمثل برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، في خطوة جاءت بعد لقاء مباشر جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما اعتُبر إشارة واضحة إلى مرحلة سياسية جديدة في التعامل مع دمشق على الساحة الدولية.