
أراي نيوز/متابعة
استفاق العراقيون صباح الخميس على فاجعة مأساوية جديدة، بعدما اندلع حريق هائل في مول “الهايبر ماركت” بمدينة الكوت، مركز محافظة واسط، ما أدى إلى مصرع وإصابة العشرات، بينهم رجال ونساء وأطفال، وسط حالة من الذهول والحزن العام.
وأظهرت مقاطع مصورة اللحظات الأولى لاشتعال النيران داخل المول، بينما تجمّع ذوو الضحايا أمام دائرة الطب العدلي في مستشفى الزهراء بانتظار تسلّم جثامين ذويهم. ووثق شهود عيان مشاهد مؤثرة لرجل مفجوع ينتظر جثمان ابنه بين ضحايا الحريق.
وفي أول رد رسمي، أعلن محافظ واسط الحداد لمدة ثلاثة أيام في عموم المحافظة، متعهدًا بإعلان نتائج التحقيقات خلال 48 ساعة. وقال في بيان رسمي إن السلطات القضائية فتحت دعاوى ضد صاحب البناية وصاحب المول وكل من يثبت تورطه في هذا الحادث المؤلم. وأضاف: “فقدنا ما يقارب 50 شخصاً من الرجال والنساء والأطفال”.
الحادث أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون ومدونون بإطلاق حملة شاملة لمراجعة إجراءات السلامة في المولات، قاعات المناسبات، والمراكز التي تشهد تجمعات بشرية. وكتب عدد من المدونين أن “ازدياد أعداد المجمعات التجارية يجب أن يواكبه التزام صارم بشروط السلامة، بعيدًا عن المجاملات والمحسوبيات”.
وأشار ناشطون إلى أن معظم هذه المرافق تفتقر لأبسط معايير الأمان مثل سلالم النجاة وطفايات الحريق، مؤكدين أن ما حصل في حريق واسط نتيجة واضحة لهذا الإهمال.
وتنتظر عائلات الضحايا والمجتمع العراقي بأسره نتائج التحقيقات الرسمية، وسط تساؤلات ملحّة عن جدوى الرقابة على هذه المنشآت، ومدى استعداد السلطات لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.