تحذيرات من حظر “السلفية”: قرار قد يتحول إلى سيف على رقاب السنة

أراي نيوز/ متابعة
وسط الجدل المتصاعد بعد حادثة وفاة خطيب بارز في بغداد، تصاعدت الأصوات المحذرة من التعامل مع التيار السلفي بمنطق التعميم، إذ يرى سياسيون أن أي قرار متسرع قد يفتح الباب أمام موجة اعتقالات واسعة تطال الأبرياء تحت عناوين فضفاضة.
السياسي ورئيس تجمع البغادة الثقافي وائل الحازم، أكد أن حظر “المدخلية” ( السلفية) قد يُستغل لاعتقال آلاف الشباب السنة بذريعة الانتماء، محذراً من تكرار سيناريوهات الماضي التي جعلت آلاف الأبرياء يُتهمون بالبعثية أو الإرهاب.
الحازم شدد على أن الفكر يُحارَب بالفكر، متسائلاً: هل هناك حادثة واحدة تثبت أن المدخلية (السلفية ) امتداد لداعش؟، موضحاً أن نشاطهم ينحصر في الدعوة والعبادة، لكن الإعلام صوّرهم كأنهم تيار متشدد.
وأشار إلى أن القرار الذي أصدره جهاز الأمن الوطني قد يفتح الباب لاعتقال عشرات الآلاف بحجة الانتماء، رغم أن التجربة أثبتت أن 90% من المعتقلين السابقين لم يكونوا بعثيين أو إرهابيين. وأضاف أن جميع الحركات الدينية لها ارتباطات خارجية، لكن هذا لا يبرر الزج بكل التيارات في خانة الإرهاب.
سياسياً، أوضح الحازم أن المدخلية (السلفية) باتوا كتلة بشرية منظمة ومؤثرة في الانتخابات، إذ منحوا آلاف الأصوات لمرشحين بارزين مثل طلال الزوبعي، مما جعل السياسيين يسعون للتقرب منهم. ويرى أن التعامل الخاطئ مع هذا التيار قد يدفع بالمشهد العراقي إلى مزيد من التوتر والاحتقان.
تحذيرات الحازم فتحت النقاش من جديد حول خطورة القرارات التي تُعمم الاتهامات وتحوّلها إلى أدوات ضغط، لتبقى الأسئلة قائمة: هل تُدار ملفات الأمن بالعراق بروح العدالة أم بمنطق التعميم والاتهام؟