في مؤتمر “بوينت العراق 6”.. سياسيون وباحثون يحذرون: الديمقراطية لن تصمد إذا فقدنا الثقة بالانتخابات

أراي نيوز/اربيل
شهدت فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر بوينت العراق 6 جلسة نقاشية بعنوان “الديمقراطيات الهجينة: هل يمكن أن تنجو إذا ما فقدنا الثقة بالانتخابات؟”، شارك فيها نخبة من السياسيين والباحثين، وأدارها الإعلامي سامر جواد.
افتتح النقاش السفير والوزير السابق حسين سنجاري مؤكداً أن الديمقراطية ليست مجرد إجراء انتخابات، قائلاً: “الديمقراطية تحولت إلى شعارات أكثر مما هي خدمات حقيقية، وأشبه ما تكون بتأدية طقوس دينية مع ارتكاب ما يخالف الدين في الوقت نفسه”، مضيفاً: “لا أريد أن يكذب عليّ أحد، لذلك أرفض هذا الشكل من الديمقراطية” على حد تعبيره.
من جانبه، اعتبر النائب سجاد سالم أن النظام السياسي الحالي يرى في مجرد إجراء الانتخابات دليلاً على الديمقراطية، لكنه أشار إلى تحديات خطيرة تواجه العملية الانتخابية. ومن أبرز ملاحظاته:
• إمكانية نزاهة صندوق الاقتراع، لكن مع وجود خروقات.
• تدخل المحكمة الاتحادية في كتابة القوانين يمثل “انتكاسة”.
• المحكمة أعادت فقرة “السيرة والسلوك” إلى قانون الانتخابات.
• وجود شبهات باستغلال التصويت الخاص لتعديل بعض النتائج المتقاربة.
• مجلس النواب في دورته الحالية يتلقى القرارات من “الأعلى” بدلاً من استقلاليته.
أما الباحث السياسي والاستراتيجي د. علي أغوان فقد شدد على أن فقدان الثقة بالانتخابات يقود إلى انهيار النظام السياسي برمته، لافتاً إلى أن الديمقراطيات الهشة تتحول إلى واجهات شكلية إذا لم تقترن بخدمات وعدالة اجتماعية.
وقدم الخبير في معهد بروكنز د. حارث حسن رؤية تحليلية حول مستقبل الديمقراطيات الهجينة، مبيناً أن الثقة بالانتخابات هي الركيزة الأساسية لاستمرار أي نظام سياسي، وأن العراق يواجه تحديات حقيقية في هذا السياق نتيجة ضعف المؤسسات وتراجع ثقة الناخبين.
الجلسة خلصت إلى أن بقاء الديمقراطية في العراق مرهون بترميم الثقة بالانتخابات وتعزيز استقلالية المؤسسات، مع الإقرار بأن الديمقراطية لا يمكن أن تختزل في صناديق الاقتراع وحدها، بل يجب أن تعكس خدمات وحقوقاً ملموسة للمواطنين.