“أطفال القائم على حافة الانهيار.. والانتحار جرس إنذار أخير”.

القائم(الانبار) أراي نيوز
هزّت حادثتا انتحار لطفلين في قضاء القائم بمحافظة الأنبار الرأي العام المحلي، بعد أن وقعتا في أقل من شهرين، وسط تساؤلات واسعة عن الأسباب والدوافع التي دفعت أطفالًا في هذا العمر لاتخاذ قرار مأساوي بإنهاء حياتهم.
وقعت الحادثة الأولى في مارس/آذار، حين أقدم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا على الانتحار داخل منزل عائلته. وأفادت أسرته بأن الطفل لم يكن يشكو من أية مشاكل نفسية أو اضطرابات سلوكية، بل كان يتمتع بحالة طبيعية ويعيش حياته بشكل اعتيادي. هذا الأمر زاد من صدمة المحيطين به، وفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت هناك عوامل خفية أو مؤثرات خارجية لعبت دورًا في الحادث.
أما الحالة الثانية، فشهدتها المنطقة في أبريل/نيسان، حين انتحر طفل يبلغ من العمر 12 عامًا. وعلى الرغم من توافر بعض المؤشرات الأولية التي تحدثت عن أن الطفل سليم العقل والنفسية، إلا أن التفاصيل الكاملة لم تُكشف بعد، والتحقيقات ما زالت جارية من قبل الجهات الأمنية.
قال أحد وجهاء القضاء: “حادثتا الانتحار لا يمكن المرور عليهما مرور الكرام، خاصة في مجتمع محافظ كالقائم، حيث لم تكن مثل هذه الظواهر شائعة. لا بد من البحث في الأسباب الحقيقية ومعالجتها بجدية”.
وطالبت منظمات حقوقية ومجتمعية الحكومة المحلية بضرورة إنشاء مراكز استشارية نفسية واجتماعية في مناطق غرب الأنبار، كما دعت وزارة التربية إلى تفعيل دور المرشد التربوي في المدارس لمراقبة أي مؤشرات على معاناة الأطفال نفسيًا أو اجتماعيًا.
ويُعد قضاء القائم من المناطق التي عانت لسنوات من تداعيات الحرب والحرمان الخدمي، ما انعكس سلبًا على أوضاع الأطفال، الذين غالبًا ما يفتقرون إلى أنظمة دعم نفسي فعّالة أو بيئات تعليمية آمنة.
محمد سوادي