تقارير

“سجن الحلة بين الهروب والتعذيب: أسوار الانتهاك تتصدع”

أراي نيوز/خاص

تشهد سجون العراق، وتحديدًا “سجن الحلة الإصلاحي”، واحدة من أكثر الفترات إثارة للقلق منذ سنوات، بعد أيام قليلة فقط من وفاة شاب معتقل تحت التعذيب، تلاها اليوم هروب اثنين من السجناء في حادثة أثارت ضجة واسعة، لتكشف واقعًا مأساويًا داخل المؤسسة الإصلاحية وتُعيد إلى الواجهة ملف الانتهاكات المتكررة في السجون العراقية.

في مشهد أعاد للأذهان سيناريوهات الهروب والانفلات الأمني، شهد سجن الحلة الإصلاحي، الواقع في منطقة باب المشهد بمحافظة بابل، هروب سجينين صباح اليوم، مما أدى إلى انتشار أمني مكثف في مداخل ومخارج مدينة الحلة، وسط استنفار أمني ومطاردات مكثفة انتهت بعد ساعات بالقبض على الفارين.

وجاءت هذه الحادثة بعد أقل من 48 ساعة على إعلان وفاة السجين حسين عبد الله حسن، من أبناء قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين، نتيجة تعرضه لـ”تعذيب مروع” على أيدي عناصر داخل سجن الحلة، وفقاً لشهادات من ذويه وتقارير محلية.

هذه الوفاة المؤلمة، التي هزّت الرأي العام العراقي، لم تقابل بأي تصريح رسمي فوري أو فتح تحقيق علني، ما أثار موجة غضب وتساؤلات حادة بشأن بيئة السجون وسلوك القائمين عليها.

وفي تطور لاحق، أعلن وزير العدل عن اتخاذ إجراءات فورية تمثلت بإحالة مدير السجن ومسؤول الشؤون الأمنية وعدد من معاونيه إلى القضاء، مع سحب أيديهم من المهام وتكليف المدير العام لدائرة الإصلاح بإدارة السجن مؤقتًا، بانتظار نتائج التحقيق.

وبين مأساة وفاة معتقل تحت التعذيب وهروب آخرين في ظروف غامضة، تتكشّف جوانب خطيرة من واقع السجون العراقية، وتُطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى النظام الإصلاحي، وغياب الرقابة الحقيقية، وضرورة محاسبة من تسببوا في هذه الانتهاكات، لا سيما مع تكرارها في أكثر من مؤسسة إصلاحية خلال السنوات الماضية.

هذه الحوادث المتتالية لا تشير فقط إلى خلل أمني أو تقصير إداري، بل تؤكد أن هناك أزمة عميقة في منهج إدارة السجون، تُنذر بمزيد من التدهور ما لم يتم اتخاذ إصلاحات جذرية وشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى