وفاة الطبيبة بان زياد بين فرضية الانتحار وشبهات القتل.. البصرة تترقب تقرير الطب العدلي

أراي نيوز /متابعة
في مطلع اب الحالي تلقى الوسط الطبي والمجتمع البصري خبراً صادماً بوفاة الطبيبة بان زياد طارق، اختصاصية الأمراض النفسية والعقلية في دائرة صحة البصرة، في ظروف وُصفت بدايةً بالغموض. وزارة الصحة العراقية نعت الطبيبة، فيما أعلنت شرطة البصرة فتح تحقيق بالتنسيق مع الأدلة الجنائية، التي أجرت كشفاً لمسرح الحادث وتحفظت على الأداة المستخدمة، قبل إحالة الجثة إلى الطب العدلي. وأشارت إفادة ذويها إلى أنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية وأن الحادثة انتحار، دون تقديم شكوى رسمية.
رئيس اللجنة الأمنية في مجلس البصرة، عقيل الفريجي، أوضح أن التحقيقات الأولية ترجح الانتحار، مع مراجعة جميع المعطيات والأحداث التي سبقت الحادثة، بينما دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان إلى تحقيق موسع وشفاف، معتبرة أن القضية تمس الرأي العام وتتطلب كشف الحقيقة لطمأنة المجتمع.
بعد ساعات من الإعلان الرسمي، بدأ أطباء وزملاء للراحلة تداول صور ووثائق قيل إنها من تقرير المعاينة الأولية للجثة، حيث أشارت إلى وجود جروح قطعية عميقة في كلا الذراعين حتى العظم، وكدمات في الوجه وحول الرقبة، ودماء على الملابس. شهادات من داخل مستشفى الجمهوري أكدت وجود آثار تعذيب واضحة على الجثة، فيما أشار آخرون إلى أن الطبيبة كانت نشطة على مواقع التواصل قبل وفاتها بساعات، ولم تُظهر أي مؤشرات على نية الانتحار.
نقابة أطباء البصرة نعت الطبيبة ووصفتها بالكفاءة المهنية والإنسانية، في حين أصدر مجموعة من الأطباء “رسالة مفتوحة” طالبوا فيها بتحقيق نزيه، متسائلين عن كيفية قيام شخص بإحداث هذه الإصابات بنفسه، وأكدت إحدى صديقاتها، الطبيبة رسل هاشم، أنها وصلت إلى المستشفى مقتولة وبآثار تعذيب.
القضية بقيت محور جدل واسع، حتى خرج محافظ البصرة أسعد العيداني بتصريح أوضح فيه أن المعطيات الحالية لا تشير إلى جريمة قتل أو اقتحام منزل، وأن المؤشرات الأولية ترجح الانتحار، بانتظار تقرير الطب العدلي المقرر إعلانه يوم الأحد، مؤكداً أن شقيق الطبيبة بعيد عن الشبهة، وأن فرق التحقيق اطلعت على جميع تفاصيل القضية باستثناء التقرير الطبي النهائي.