تقارير

فاجعة الكوت: أرواح احترقت وأحلام قُتلت وسط النيران

 

أراي نيوز/خاص

الكوت | لا تزال تداعيات حريق “هايبر ماركت الكورنيش” في الكوت تلقي بظلالها الثقيلة على الشارع العراقي، وسط حزن عميق ومواقف إنسانية هزّت وجدان الجميع. عشرات الضحايا، بينهم عائلات كاملة، قضوا في واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدها العراق، في حادثة لم تكن مجرد فاجعة، بل قتل بطيء لأحلام وأرواح بريئة.

“ابريني الذمة.. ابنك مات”

يروي أحد ذوي الضحايا آخر ما سمعه من زوجته قبل أن تلتهمها النيران وهي تحتضن طفلهما:

“اتصلت بي، بصوت يرتجف من النار والدخان، وقالت: (ابريني الذمة… ابنك مات)… وبعدها سكتت، كانت تحضنه… هو جسمه مامتفحم، وهي احترقت وهو بحضنها.”

يقول الأب إنهم ظلوا عالقين داخل المبنى لأكثر من ثماني ساعات دون إنقاذ، بينما تتصاعد ألسنة اللهب وتخنق الأنفاس.

ضحايا بأحلام معلّقة
• رغد، طالبة دراسات عليا، كانت على موعد مع مناقشة رسالتها في نهاية الشهر. حلم أكاديمي أُحرق قبل أن يتحقق.
• المهندس علي العمار (أبو زينب)، قضى مع والدته وزوجته وطفليه. كان يحلم بمنزل يجمعهم، فصاروا جميعًا تحت التراب.
• محمد عدنان، صيدلاني شاب، أنهى دراسته بانتظار فرصة تعيين. لم تأتِ الوظيفة، وجاء الموت بدلاً منها.
• علي حازم، كفيف متفوق في كلية القانون، تلقى خبر تعيينه صباحًا، وفي المساء احترق مع صديقه الذي رفض أن يتركه.
• الدكتورة زينب عبد الحسن الغرباوي، طبيبة اختصاص، توفيت مع عائلتها في لحظة واحدة.

ألمٌ لا يُنسى

هذه الأسماء ليست مجرد أرقام، بل قصص لم تكتمل، ووجوه غابت فجأة، وأحلام توقفت عن النبض.
الحجز مغلق إلى الأبد، ليس بسبب انتهاء العرض، بل لأن المكان أصبح مقبرة لحياة بأكملها، طواها الإهمال في لحظة قاسية لن تُنسى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى