بغداد تغرق ..بين الواقع وتصريحات الحكومة..ماهي أساليب معالجتها؟

أراي نيوز _ بغداد
شهدت العاصمة بغداد خلال الأيام الماضية موجة أمطار غزيرة كشفت كالعادة عن هشاشة البنية التحتية للصرف الصحي في المدينة، مما أدى إلى غرق العديد من الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية. ورغم تداول المواطنين لمقاطع فيديو وصور توثّق حجم المعاناة، بالمقابل أصرّت الجهات الحكومية على نفي وجود أي غرق، مستندة إلى صور رسمية تُظهر شوارع جافة وكأن شيئًا لم يكن.
مع كل موجة أمطار، تتكرر المشكلة ذاتها، حيث شوارع تغرق، وأحياء تُحاصرها المياه، كانها أبحار ومواطنون يُكافحون للوصول إلى وجهاتهم وأعمالهم ومدارسهم. وفي الوقت نفسه، تُنشر تقارير حكومية تُفيد بأن “الوضع تحت السيطرة”، مترافقة مع صور ملتقطة في أماكن لم تتأثر بشكل مباشر أو بعد عمليات تصريف مؤقتة. هذا التناقض يُثير تساؤلات حول مدى مصداقية التصريحات الرسمية، وما إذا كانت الحكومة تُدرك حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون بالفعل.
في مختلف مناطق بغداد، خصوصًا الأحياء ذات البنية التحتية الضعيفة، انتشرت صور تُظهر السيارات غارقة حتى منتصفها،وبيوت تطفو أغراضها وأثاثها المنزلية والمارة يعبرون المياه بصعوبة. فيما شهدت بعض المناطق انقطاعًا في التيار الكهربائي بسبب تسرّب المياه إلى محطات التوزيع. هذه المشاهد تتناقض تمامًا مع الصور التي نشرتها الجهات الرسمية، وسط تذّمر وشكاوي عديدة من قبل المواطنين مما يدفع إلى فقدان الثقة بالتصريحات الحكومية.
لطالما طالب المواطنون في كل موسم بإصلاح شبكة الصرف الصحي وتعزيز الاستعدادات لفصل الشتاء، لكن الحلول لا تزال ترقيعية ومؤقتة. وبينما تلقي الجهات المعنية اللوم على ضعف الإمكانيات أو “غزارة الأمطار غير المتوقعة”، يبقى المواطن هو الضحية، متحمّلًا تبعات الإهمال الحكومي.
وفي الختام واقع بغداد خلال موسم الأمطار لا يحتاج إلى صور منّمقة أو بيانات رسمية، بل إلى حلول حقيقية تضع مصلحة المواطنين في المقدمة. فهل ستستمر الجهات المعنية في إنكار الأزمة، أم أنها ستواجه الحقيقة وتسعى إلى معالجتها قبل تكرار المشهد في كل موسم؟